استشهد رجلا أمن وأصيب آخر من منسوبي حرس الحدود في قوة مركز الوديعة الحدودي في منطقة نجران بعد رصدهم محاولة أحد الأشخاص التسلل من المملكة إلى الحدود اليمنية باقتحام الحواجز المعدنية والترابية على الشريط الحدودي، أطلق كمية كبيرة من الذخيرة تجاه رجال الأمن وتم الرد عليه بالمثل مما نتج عنه مقتله.
واطمأن صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران، على رجل الأمن في حرس الحدود في المنطقة عبود بن فالح الأكلبي الذي يتلقى العلاج في مستشفى شرورة العام جراء تعرضه لإصابات في مواجهة مع مطلوب أمني البارحة الأولى.
وخاطبه الأمير مشعل قائلا: إن ما قمتم به من عمل وتضحية في سبيل الوطن يدل على إخلاصكم وتفانيكم في خدمة الوطن وقيادته الرشيدة، وأكد أن ذلك هو محل التقدير لدى خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني وزير الداخلية، سائلا الله تعالى له الشفاء العاجل.
وأبان أمير المنطقة أن الشهيدين العقيد عبدالجليل بن شارع العتيبي والرقيب براك بن علي الحارثي قدما أرواحهما فداء للوطن، ما يدل على شجاعة وتفاني ووفاء أبناء المملكة، وسأل الله أن يتغمدهما بواسع رحمته، مؤكدا أن القيادة تفتخر بأبنائها وما يقدمونه من تضحيات لخدمة الوطن.
وكان الشهيدان قد استشهدا جراء مواجهة مع متسلل وتعرضهما لإطلاق نار منه في منطقة صحراوية في الربع الخالي بالقرب من مركز الوديعة، حيث كان الجاني يحاول العبور إلى اليمن.
«عكـاظ» زارت الرقيب عبود الأكلبي في مستشفى شرورة للاطمئنان على صحته، حيث يتلقى العلاج عقب إصابته بطلق ناري أثناء المواجهة.
وقال فالح الطريفي «نسيب» العقيد عبدالجليل العتيبي «إن الشهيد العتيبي يحب وطنه بتفان، وقدم حياته فداء له، وهو ذو علاقات ممتازة ويتعامل مع الجميع بأخلاق عالية، وأشاد به العديد من زملائه الضباط والأفراد لروحه الطيبة وتفانيه في خدمة وطنه وشجاعته في مواقف عدة».
وأضاف الطريفي أن عزاءنا في الشهيد العتيبي أنه شهيد الدين والوطن، مشيرا إلى أن استشهاد العقيد العتيبي وزميله دفاعا عن أرض الوطن هو وسام على صدورجميع أفراد أسرتهما، مبينا أن الشهيدين أديا الواجب الذي أملاه عليهما دينهما ووطنهما في التصدي للمخربين والمعتدين والدفاع عن تراب الوطن، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يتقبلهما من الشهداء.
وقال الطريفي إن الشهيد يعول أسرة من سبعة أفراد؛ الأم وثلاثة أولاد وثلاث بنات، اثنين من الأولاد يدرسون في خارج المملكة في بريطانيا وأمريكا، بينما الثالث لا يزال في الثانوية العامة، وقد شغل مناصب متعددة في قيادة حرس الحدود في الرياض ثم انتقل إلى قيادة حرس حدود نجران في قطاع سقام ثم انتقل إلى مجمع حرس حدود الوديعة كقائد للمجمع.
من جانبه، قال أحمد الحارثي شقيق الشهيد براك علي الحارثي «تلقيت فجر أمس نبأ وفاة شقيقي في مواجهة مع متسلل، فلم أستطع إلا أن أقول لاحول ولاقوة الا بالله، ونحتسبه شهيدا لدفاعه عن دينه ووطنه من عبث هؤلاء المتسللين والمهربين، وهو كثيرا ما يذهب إلى مقر عمله ودوريات حرس الحدود ويتوقع الشهادة في أية لحظة ويملك شجاعة، وشهادتي فيه مجروحة ولكن جميع زملائه يعرفونه بشجاعته ولا يهاب شيئا».
وأضاف شقيقه أن براك كان ودودا وصارما ويحب الجميع وكريم وذو جود مع الجميع، التحق بمعهد حرس الحدود في الرياض عام 1415هـ وتخرج فيه عريفا إلى أن ترقى إلى رتبة رقيب في قطاع حرس حدود شرورة، والشهيد الحارثي يسكن في محافظة شرورة ويعول أسرة من خمسة أفراد ثلاث بنات وولدين هما (مبارك وعبدالله) يقطن في سكن حكومي بسبب ظروفه المادية والديون المتراكمة عليه.
وأضاف شقيقه: والده تبلغ بالأمر وأحسبه عندها شهيدا فداء للوطن وهو وسام فخر للجميع ولأسرته أنه مات مدافعا عن تراب وطنه الغالي.
مصادر مطلعة أفادت لـ «عكـاظ» أن صحة المصاب الجندي الأكلبي طيبة ويحظى برعاية طبية عالية ومتابعة، مشيرة إلى أن المواجهات كانت مع شخص يعتقد أنه حاول التسلل عبر الحدود ويحمل كميات كبيرة من الذخيرة، حيث قام بإطلاق النار بكثافة عقب رصده من قبل رجال حرس الحدود ومحاصرته.
وذكرت مصادر طبية أن جثة المتسلل لا تزال موجودة في مستشفى شرورة إلى حين التحقق من هوية الشخص ومعرفة ملابسات محاولاته عبور الحدود وبحوزته أسلحة وذخائر.
وقالت مصادر مطلعة إن توجيهات عليا صدرت بنقل جثة الشهيد العقيد العتيبي من محافظة شرورة إلى الرياض بطائرة إخلاء طبي ليوارى الثرى بالقرب من أسرته التي تقطن في الرياض.